إنها الخلافة يا روح أمك../ أحمد عامر

5 Juillet 2014 , Rédigé par infostunisia2 Publié dans #داعش, #الارهاب, #العراق, #سوريا

إنها  الخلافة يا روح أمك../ أحمد عامر

إنها #الخلافة يا روح أمك../ أحمد عامر

ليس رامبو ، ولا شوارزنغر، ولا أبو شهاب… إنه #الخليفة في #العراق و #الشام و…سائر المشرق ..مولانا الذي سيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً. ليس فيلماً أمريكياً معادياً للعرب والإسلام من هوليود التي يكتظ أرشيفها بهذه الأفلام. لكن الحقيقة أنّ هوليود ليست صانعة للنجوم والإثارة، فحسب، انما هي صانعة للسياسات والأمزجة حسب “خارطة النفس” البشرية المريضة بحب القوة و موالاة الأقوياء.

أبو بكر #البغدادي القرشي الحسني… اللقب الطويل يذكر بالقذافي ولقبه واسم دولته العتيدة، الاسم ” كامل الدسم” يجمع بين القرشية التي كانت شرطاً في الفقه التقليدي السني للإمامة، وبين السلالية والذرية النبوية، وهو الشرط الشيعي للإمامة، ولعل الاسم هو نصف الشرعية أو بعضها! كنيته تطابق فعله، أو لعله اختار الكنية من أجل مطابقة أول نبع السلف الصالح ، للقيام “بحروب الردة” بين المسلمين السوريين خاصة، و من أجل المشابهة بين زمنين هما صدر الإسلام وعجز الجاهلية، لكن تسمية السكين قلما لايجعل من الجثة قصيدة، ولا من الدم حبراً.

ثمت أمر أول لافت، مولانا، وهو أنّ البيعة ركن أساسي في إسلام البغدادي ، فأركان الإسلام خمسة عند السنة ، وستة عند الشيعة ، السادس هو الإمامة، و الأغلب أنّ “الطائفة” السنية – فوق التاريخ حسب قوانين طفو الماء لأرخميدس، وطفو الدم للأسد والسيسي والمالكي – تشيعت ، بدرجة أو درجات بالعدوى بكورونا الولي الفقيه ، فقد غدت الخلافة ( المقابل السني للإمامة الشيعية ) الركن الأول والأخير . بايع تنجُ . كل شيء إلا الولاء،كما في سورية الأسد . لقد ورثت الدولة الفيروس نفسه من النظام ، وأعراض المرض هي نفسها، البيعة للفرد، ولاصوت إلا صوت المعركة.. التعذيب هو نفسه، لكن اختلافه عن النظام “العلماني” هو أن “الدولة” تقوم بالتعذيب علناً ، وبوسائل قديمة مثل الصبر، والصلب ، أما لثام الخليفة فليس لأنه وضاح الشام والعراق، ويثير الفتنة.. لعله تعبير عن الخجل والزهد، أو هي استعارة من مذهب السرداب والتقية. فسبحان من زوّج المذهبين في لثام واحد.

ليس مع الخليفة علامة، أو “أمارة”، ليس معه ختم، أو شامة، على كتفه، إنه خليفة الخالفين. العلم الأسود هو شارته ودليله وشعاره، والسيف هو برهانه، ليس للدولة حدود مثل اسرائيل، لكنها تطبق من الشريعة الحدود وحدها، ما يهم البغدادي هو قطع رأس القطط قبل الدخول بعروس الدولة، ولعل الدم هو العرس والعروس.

كأنّ الرجل جاء خارجاً من آلة جول فيرن الشهيرة، وهو “ماض حاضر رايح جاي”، أتى ليتمم مكارم الطغيان التي عانينا منها في عصر الجاهلية البعثي ، المظنون، بل المؤكد أنه من المغامرين الذين يحاولون اللعب في أخطر ملعب هو ملعب الزمن لصعوبة مؤانسة وتأديم لحم الواقع مع حساء الزمن.

الطغاة المقيمون في عروشهم يحاولون تجميد الزمان ( زر بص)، بعد “الانقلاب” وكل انقلاب هو تسريع ( فور ورد)، والبغدادي غازٍ من نوع جديد يستعجل تسريع الزمن ، ثم سيجمده . فهو يعتمد حديثاً نبوياً مروياً في مسند الإمام أحمد رواه النعمان بن بشير .. لقد نظر الرجل في نجوم الأحوال، وقرر إقامة الخلافة، عدته علم وسيف و جهاديون مغتربون أو منفيون، وبعض الغنائم . الرجل من كبار الحالمين، وهو يسعى إلى الجنتين؛ الأرض والسماء.

اعتقد أنه علماني، بقدر مماثل لورع طغاتنا العلمانيين، والمتدينين، لكن المناسك مختلفة.

الخليفة ، هو لقبه، وليس “اللهو الخفي” مع أنّ في الامر لهواً ولعباً واستخفاء ، تجنب مولانا ،شيئاً مهماً، وهو إدعاء المهدوية، فهو ليس المهدي المنتظر، الدعوة التي إدعاها كثير من الأشقياء الحالمين عبر التاريخ ، أو لفقت لهم الصفة لتشويههم ، وإن كان الرجل يضمرها في “فطيرة” الدولة “التيك اوي”، “الفاست فود”. وحتى الآن لم يرسل الرسائل إلى قيصر روسيا ولا هرقل البيت الأبيض يدعوهم فيها إلى الإسلام كما فعل الخميني !.. الرجل مصاب بمرض “العود الأبدي”، لكنه مستعجل، ويقود بسرعة ، في طريق غير ممهد وملثماً، وفي عربة مصفحة تضعف فيها الرؤية، والسبب هو التغريب القاسي، الحبس العام والشامل للشعب، ونفي المجتمع وإطلاق الطغيان رصاص المسدس على الماضي. الخليفة هو انتقام “الماضي المستمر” من “الحاضر التام” ، باستعارة أزمنة النحو من الانكليزية.

الخليفة الملثم ، يريد أن يجمع بين أمرين هما السرية والجهرية، بين الهجرة من الواقع، والإقامة في فسطاط الحلم . وهو أقل ذكاء وإخلاصاً من بن لادن الذي استخدم الإعلام بذكاء واتجه للخارج. مع الخلفية سيف ووعيد، ولكنه بلا دعوة، وبلا دعاة، وبلا وجه، كاميرته تشبه كاميرا القتل المتسلسل في أفلام الرعب الأمريكي. فهو يصور الضحايا، يوحي بنكران الذات الفردية، لا الذات الجمعية التي باتت في الإعلام العالمي والإعلام الانقلابي السابق واللاحق هو “الإسلام المفترى عليه” بتعبير شوقي ابو خليل.

كانت المخابرت تكشف الواحد من الرعية موالياً أو عدواً، من اللهجة ومكان الاقامة، وهؤلاء يكشفونه من أسئلة بسيطة، النظام كان لاعباً إقليمياً، وهم أيضاً كذلك ، مع احتمال أن يكون ملعوباً به ، وهو خليفة مثل الطغاة العرب الأضلين ، فمبارك كان خليفة السادات عسكرياً، والسيسي خليفة مبارك عسكرياً، والأسد كان خليفة الأسد عسكرياً وطائفياً وسلالياً . فلا عجب أن يكون خليفتنا هو خليفتهم الطبيعي تخادما، أو تربية، أو ولادة بالأنابيب أو حبات الطلع أو الابواغ.

https://www.facebook.com/infostunisia2

Partager cet article

Google+