رسالة إلى بيادق يدّعون نصرة الشريعة

30 Juillet 2014 , Rédigé par infostunisia2 Publié dans #عبو, #الارهاب, #السلفية

رسالة إلى بيادق يدّعون نصرة الشريعة

رسالة إلى بيادق يدّعون نصرة الشريعة


باسم الله الرحمان الرحيم ، " ,فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " ( الحج 46)
أما بعد فقد كنا تحت حكم مجرم أذل التونسيين جميعا. أذل الأغنياء والفقراء.. أذل الكبار والصغار.. أذل المثقفين ومن لم ينالوا حظا وافرا من الثقافة.. قمع الإسلاميين والقوميين واليساريين والليبراليين والحقوقيين ولم يسمح لأي صوت بأن يرفع في حضرته.
في حربه على الإسلاميين، منع الحجاب وراقب المصلين وسجن منهم من سجن حتى لمجرد صلاة صبح في مسجد ومنع اللحي ونكل بكثير من أصحاب الأقمصة وزج بالكثير منهم في السجن ظلما فيما كان يعتبره حربا وقائية .
في تلك الفترة لم نذكر لكم أصواتا ترتفع عند سلطان جائر ولا صولات ضده وكان هم ّ الراغبين في الموت منكم، الهجرة إلى بؤر التوتر في العالم تفرغون حقدكم عليه في العراق وفي غيره من الأماكن ولا تجرأون على الوقوف في وجهه حتى أنكم في عين طبرنق كنتم تخططون لمهاجمة سفارات أجنبية تنفيذا لأوامر تنظيم كان في هدنة مع نظام الطاغية وما كانت أحداث الجبل إلا عرضية بعد كشف الأمن لكم، ولولا ذلك ما تجرأتم عليه.
صحيح أن بعض السلفيين الجهاديين بدأوا التفكير في ضرب الطاغية ولكنهم كانوا أفرادا لا يتلقون تعليمات من قيادة، ستكتشفون يوما أنها لم تكن معادية له وتسيّر من قبل من اخترقها من خارج الحدود.
ألم يكن حسب فكركم " طاغوتا" ؟ ألم يكن طاغية؟ ألم ينتف اللحي ويقلع الأظافر ؟ ألم يمنع ارتداء الخُمَر ؟ ألم يعذب وينكّل بمن تدعون حمايتهم من المسلمين، وغيرهم ؟
انتفض شعبنا الأبي برجاله ونسائه، بمتحجباته وسافراته، بمصليه وتاركي الصلاة، وأفلح في طرد الطاغية ولم تكونوا بينهم . حررت ثورة التونسيين من كان منكم في السجن ومنحتكم حريتكم فأطلقتم اللحي وارتدتم المساجد وطفتم في الشوارع تدعون لمذهبكم ولم يمنعكم أحد، وكيف تمنعون والثورة جاءت لتضمن الحرية للجميع ؟
ولم يرضكم ذلك فراح بعضكم يسيطر على المساجد بالقوة ويدعو لمذهبه بالغلظة ويعنف الناس في الشارع ويعمل على فرض خمار لم ينطق يوما بكلمة في وجه من كان ينزعه عن مرتدياته عنوة. انتصب بعضكم في الشارع يتاجر دون ترخيص من سلطة جعلت لتنظم شؤون الناس وتمنع الفوضى، جرت الأموال بين أيديكم لا حسيب ولا رقيب، سُمح لكم بالخيم الدعوية ودافعنا عن حقكم فإذا بكم تجاهرون بنصرة من يقطع أرجل جنودنا حماة حريتنا وحريتكم . أصبحتم ترفضون سلطة دولة لم تعاديكم ولم تمسكم بسوء رغم تجاوز كثير منكم .
اغتلتم لنا شهيدا محاميا ممن بح صوته يدافع عن السلفيين في محاكم بن علي يوم كنتم فعلا تُظلمون، وكان من الواضح أن غاية هذه الجريمة هي ضرب استقرار البلاد ولما لم يحصل ذلك دونتم في سجلكم اغتيالا آخر لشخص كان أكثر تدينا من معظمكم وكان له دور في الثورة التي حررتكم وراهنتم على أن يتقاتل السياسيون إثر ذلك، ولم تنجحوا في غير تغيير حكومة بحكومة لا أظن المنفذين منكم كانوا راغبين في توليها الحكم لتطبق لكم الشريعة كيفما ترونها!
يعلم الله ما كان يمكن أن يحصل في البلاد ساعتها أمام حالة التكالب على السلطة والضغط الداخلي والأجنبي وضعف وتردد الحكومة التي أسقطموها. لم يكفكم ذلك فراح بعضكم يزرع الألغام ويقتل حماة الوطن الذين تخلوا عن الطاغية وانضموا لشعبهم ذات 14 جانفي ثم استماتوا في حفظ أمن بلادهم، واخترتم تواريخ هجوم تتوافق مع مصالح أعداء الثورة .
أفيقوا يا غواة مشروعكم ليس له إن تطور إلا إرجاع الطاغية أو استبداله بطاغية آخر، شرع بعض حلفائكم الموضوعيين ممن لا يرونكم إلا موتى أو في السجون أجرمتم أم لم تجرموا، بالتبشير به ، أفلا تعقلون ؟
هل سمعتم خطاب من يريد أن يجر البلاد إلى الفوضى بالدعوة لسحقكم وسحق كل من يشتبه في علاقته بكم دون أي احترام لحقوقكم كبشر تضمن الدولة التونسية كرامتهم مهما كانت جرائمهم ؟ ألم تسمعوا خطاب من يدعو للإستيلاء على السلطة ليتولى الحرب عليكم ؟ ألم تفهموا بأن البعض يتعلل بكم لإرجاع منظومة أسقطتها ثورتنا على الظلم ؟
إسألوا من يصدر لكم الأوامر عن دوافعه، وقبل ذلك هل تعرفون من أين تأتي الأوامر ؟ هل علمتم من كنتم تبايعون؟ بعضكم حديث عهد بالتدين أصلا وبعضكم كان مشبوها في عهد الطاغية وبعضكم التحق بتنظيماتكم طمعا في مال، وبعضكم استبدالا لدنيا فيها الظلم والفقر والحرمان بجنة فيها حور العين.
ما لكم تسيؤون الظن بالله جل جلاله؟ أتظنون أن الله سيجازيكم بالجنة لأنكم جعلتم حياة الناس جحيما ؟ هل تعتقدون فعلا أنكم ستقدرون على سلطة يلتف حولها شعب انتخبها؟ لماذا تتصورون أن الملائكة قد تحارب معكم؟ هل لأنكم تنفذون أجندة مخابرات أجنبية تدفع تكاليفكم وتحرككم كالبيادق؟ ألا تعقلون ؟
ألم تفهموا أن أمثالكم لا يمكن أن يسيطروا على أي دولة وإذا ما فعلوا جاءتهم طائرات تسحقهم سحقا؟ أم أن شيطانكم خيل إليكم عكس ذلك ؟ ألم تلاحظوا أن الشعب قد كرهكم وأن مشيعي جنازات الجنود لم يسيروا فيها خوفا أو طمعا في رئيس أو صاحب جاه وأن ماجاء بهم هو دعمهم لجيشهم وأمنهم ضمانة مناعة بلادهم ؟ ألم تلاحظوا أن ارتفاع عدد شهدائنا سيجعل بينكم وبين كل جهة في البلاد ثأرا .
قد يكون لدينا أعوان سلطة فاسدين أو متجاوزين وهذا يحصل في كل دول العالم والدولة قادرة على إصلاحهم أو التخلص منهم مثلما تخلصت سابقا من بعضهم ويسهّل مهمتها كف أذائكم عنا، وزوالهم مرتبط بزوالكم لأنهم يستفيدون من وجودكم ويمنون علينا بحربهم عليكم، لكن اعلموا أن جل جنودنا وأمنيينا يخدمون بلادهم بشرف ويحضون بثقتنا.
قد يكون لدينا بعض القضاة الفاسدين، ولكن انظروا القضاة العادلين الذين مع علمهم بخطورة أنصاركم لا يتوانون عن إطلاق سراح المتهم بالإرهاب إذا لم تقم عليه الحجة . هل يعمل نظراؤكم في العراق أو في سوريا بقاعدة الشك يستفيد به المتهم وبقاعدة ادرأوا الحدود بالشبهات ؟ لا إنهم يعدمون الناس دون دليل. إذن من أكثر عدلا ؟ من الذي يعمل بتلك القاعدة الخالدة التي جاء بها المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ دولتنا أم أنتم ؟ ألا ترون أنكم تحاربون من هم خير منكم وأعدل منكم ؟
هلا أعملتم عقولكم فتبين لكم أن ما أنتم الا بيادق في أيدي من يريد أن يمنع قيام دولة العدل، دولة تضمن الكرامة والأمن والحرية لشعبها بعد تخلصها من قبضة طاغية أثبتّم أنكم خدمه شعرتم بذلك أم لم تشعروا.
النصر لمن أحبوا بني وطنهم ودافعوا عنهم وأعملوا عقولهم ونبذوا الظلم الذي حرّم الله وحكّموا ضمائرهم، أما أنتم فبئس المصير.
محمّد عبّو
--------------------

#انصار_الجريمة #انصار_الشريعة ... #انصار_الارهاب

https://www.facebook.com/infostunisia2

Partager cet article

Google+