مكامن الخلل و مستقبل النهضة

17 Janvier 2015 , Rédigé par infostunisia2 Publié dans #النهضة

Infos_تونس_Tunisie_Tunisia_الأخبار
Infos_تونس_Tunisie_Tunisia_الأخبار

مكامن الخلل و مستقبل #النهضة


عندما نتصفح بنظرة الطائر اهم محطات #حركة_النهضة و خطوط المواجهة ومناطق التداخل بينها نلاحظ اهم الاسس التي قامت عليها سياساتها و خياراتها واستخراج لمكامن الخلل في مسيرتها سواء على صعيد القيادة او الفكر او التنظيم او التنزيل باعتبار هناك تشابك و تكامل بين المسائل الذاتية و مهامها الوطنية والخارجية


1:ضعف العقل القيادي رغم حيوية مشروع الحركة تعاني من ازمة في العقل التخطيطي القيادي جعلتها غير قادرة على استثمار تضحياتها وعدم توازي بين التضحيات و المكاسب واستصحاب نفس القيادة رغم تتالي ازماتها و اخفاقاتها 1981-1984-1987-1990-2014 وقد وفرت لنفسها قواعد ارتكاز وجهاز مفاهيميا لتبرير الاخطاء وتفسيرها ضمن سياق يحمي التوجهات العامة و يحافظ عليها وهذا الجهاز يدفع بقوة كل شك او نقد قد يتسرب الى المنهج او للعقل القيادي وذلك بالقول ان الحركة “لاباس “الضغوطات او المصلحة الوطنية او التوافق “هذه المصطلحات او الشعارات المتداخلة تنظر لها القيادة لقطع كل محاولة للطعن فيها واخفاء الشرعية المتوجهة نحو “التقديس “وكلها مفردات تعطل الحس النقدي و تنمي الاستعداد للتلقي و التنفيذحيث توجه خطاباتها للفرد لتفسير النكسات و المحن و الاخطاء و عدم تحقيق مخرجات المؤتمرات بالحديث عن “انما هو جزء من الوحي ومنهج الدعوة وطريق الانبياء “اضافة عن التزامه و انضباطه يفرض عليه عدم التساؤل و البحث عن الاسباب والمطالبة بالمحاسبة هكذا وبفضل هذه الاليات و غيرها تحاصر الازمة وكان الأزمة خارجة عن السنن و لا يحاسب الناس عن صنعها و نتائجها في التصور الاسلامي ليقع انتاجها في مرحلة اخرى وفي الحقيقة هذا الخلل يتطلب مزيد من التفكيك و التفصيل لاهميته و اخطاره على مشروع الحركة فلابد ان تفتح ابواب المراجعة و التصويب للخطاب و المنهج وعدم اللجوء الى الفرد و المجتمع و الدولة و القدر لتفسير النكسات و المحن و الاخطاء التي هي بما كسبت ايدي العقل القيادي خاصة اذا تم اقصاء بطريقة و بأخرى مكون اساسي له زوايا للنظر تختلف عن السائد بما يعزز من حركة الحجة و البرهان و يعمق في السلوك و التمشيات فلسفة الشورى عمليا وليس التزام نظري شكلي و صوري وشعار فاقد للمضمون فقط بما يخدم المشروع الاصلاحي العام للحركة


2:ضمور التفكير الاستراتيجي حجم الحركة الاسلامية و انتشارها و الامكانات المتاحة لها كان من المفروض ان يسهل عملية التخطيط للمدى البعيد الاان حالة الجمود التي تعاني منه القيادة و احتكارها للتفكير و التخطيط مما جعلها تركز جهودها في محاولة التصدي للاحوال الطارئة اكثر من التخطيط للمستقبل فجميع مؤسساتها غارقة في اعمالها اليومية هذا الاسلوب قلص من امكانيات التفكير المنهجي و شجع على التعاطي مع الازمات بمنطق حل كل ازمة بعد نشؤها لا الاحتياط منها قبل وقوعها و ايجاد سيناريوهات متعددة بما يوفر للحركة فرصا و خيارات عديدة تعالج بها كل الاخطار التي تعترضها اذن الاستمرار في العمل بهذه الكيفية فلاشك انها ستظل في دائرة من المشاكل الطارئة مما يعرقل التفكير الاستراتيجي ويتحول حاضر الحركة الى كومة من الاخطاء و مستقبلها الى كارثة لذلك محمول عليها مراجعة وتدارك ماضيها من اجل تلافيها في الحاضر و توظيف ذلك معرفيا و موضوعيا و استراتيجيا في المستقبل


3:بلورة رؤية للاتصال و التواصل لقطع احتواء الحركة و بتر علاقاتها و تشويهها من اطراف المضادة اصحاب المصالح الايديولوجية او المادية لابد من الحركة ان تعرض نفسها على الشعب في صورة واضحة و مفهومة و ميسرة وفق معطيات الواقع لاوفق خيالات الحركة فالجمهور لا يتحمس لمساندة اي طرف الا اذا تحقق ان الحركة تعبيرة من تعبيرات مشاكله التي يعاني منها يفهم مقاصدها و اهدافها فان وضوح الصورة في عقله امر في غاية من الاهمية واي خلل من شانه ان يعيق عمل الحركة فمحمول على الحركة وهي في اطار العلنية ان تتخلص من ثقافة السرية والياتها باعتبار ان الواقع الجديد يتطلب منهج مغاير على الماضي تكون القضايا التي تتبناها الحركة و مشروعها واضحة و مفهومة لدى الجمهور مما يدرك ان مشروع الحركة هو مشروع نهوض للمستقبل وفي اعتقادي هذه مهمة كبيرة تنتظر الحركة مما يحطم كل الجهود من اجل تقليص شعبيتها و مصداقيتها و شرعيتها الواقعية و الابتعاد عن الشعب يؤدي الى طغيان مركبات الفشل و الكراهية و روح الانعزال مما يعطل ادوار الحركة و فعالياتها المستقبلية


4:وضوح المضموني و الفكري للحركة ان حاجة الحركة لتوضيح منطلقاتها الاصولية و الفكرية التي تعتمدها في رسم السياسات و الخيارات اولوية مطلقة خاصة اليوم الوضع يعيش في حالة من الضوضاء و يضج بالحركة الفكرية مما يتطلب مناقشتها و تمحيصها و وضع البرامج لصياغتها و تذرر مشروعها من اجل رفع كل لبس عليه و يصبح بالتالي مشترك وطني ومزاج عام و تيار داخل العقل العام بمختلف مساحاته


5:التنظيم ان المسالة التنظيمية تحتل مكانة بارزة في تصريف المشروع الاسلامي فلابد من مراجعته بما يطيح من استيعاب كل صفائح الحركة و اختلاف اطروحات ابنائها ويكون بمثابة وعاء يستقطب كل التوجهات و كل الاراء في اطار حركية ثقافة الشوري الحقيقية و الابتعاد عن ثقافة الاقصاء لمن لا يساير الخط العام لقيادة التنظيم ويتعرض لكثير من التشويه و التشكيك و صناعة جناح في داخله يعتبر نفسه وصيا و حارسا أمينا للمشروع ويتصرف استنادا لرمزيته و تاريخه و تموقعه بما يجعله من ادارة الحركة من خلال البحث عن الولاءات و الانسجام الواهم “يريد قطيعا اي مطيعا و لينا ” بما يضمن له الاستمرار في تسيير الحركة ورفع الشعار “الى الحافلة تسير و الى يحب يركب يركب ” هذا منطق المغالبة و عقلية و ذهنية الاستبداد بالراي و احتكار مقدرات الحركة و خصصتها لدائرة ضيقة يعطل مشروع الذي دفع من اجله اجيال لتثبيته و تسكينه في الواقع بما يجعل التنظيم عاملا رئيسيا من عوامل القوة و قناة مركزية لاحياء المشروع الحضاري لحركة النهضة ==هذه مجمل النقاط التي تبرز علل الحركة التي تشكو منها وتضعها للدرس مع الاجتهاد لنفض الوعي لكي يبقى نشطا حيا انها اداة انضاج و يقظة للمشروع الاصلاحي و الاستنهاض لحركة تمثل بديل حضاري مستجيبة مع روح القران و اتجاهاته


بقلم محمد الجميعي

#Infos #تونس #Tunisie# #Tunisia #الأخبار
https://www.facebook.com/infostunisia2

Partager cet article

Google+